أعياد القديسين
9
ايلول - سبتمبر
ماروني
04 أيلول
تذكار موسى النبي
ولدَ في مصر وتربّى فيها. اختاره الله ليخلّص الشعب من العبودية. ظهر له بشكل نار مشتعله في عليقة. بعد صوم اربعين يومًا كلّمه الربّ على رأس جبل حوريب وسلّمه لوحي الوصايا. مات قبل أن يدخل ارض الميعاد. كان خروج الشعب من مصر بقيادته اربعين سنة في بريّة سيناء في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
05 أيلول
الطوباوية الأم تيريزا دي كالكوتا
الطوباوية الأم تيريزا دي كالكوتا: 1910 – 1997
وُلدَت"غونشي بوياخيو" في 27 آب 1910.
في الثانية عشرة من عمرها قررت الالتحاق برهبنة "لوريتو" في ايرلندا.
في العام 1923إرسالها كراهبة مبتدئة الي دير في شمال الهند، حيث أمضت 17 سنة.
1937، "الأخت تريزا" تقــدم الـــنذر الأخــــير وتصبــح راهـبة.
1948تلقي بعض الدروس في الطب والتمريض، وترك الدير للانصراف إلى معالجة الناس ومساعدتهم في الأحياء الفقيرة.
1950 تأسيس "الإرسالية الخيرية". 1952
افتتاح بيت لاستقبال المرضى غير القابلين للشفاء ورعايتهم حتى وفاتهم.
1967 "الإرسالية الخيرة" تنتشر في أماكن مختلفة من العالم، حيث الكوارث الطبيعية والفقر.
1971 الأم تريزا تمنح وسام البابا يوحنا الثالث والعشرين للسلام.
1979 جائزة نوبل للسلام.
1997 – 1985 فترة صعبة من حياتها، حيث تعرضت للإصابة بأمراض عديدة، وأجرت أكثر من عملية جراحية، مع إصرارها الشديد على متابعة نشاطاتها الإنسانية.
1997 الأم تريزا تسلم الروح في 5 أيلول
ولدت الأم تريزا في 27 آب 1910، في مدينة سكوبي من عائلة كاثوليكية ملتزمة. في طفولتها كان أكثر ما تأثرت به "غونشي بوياخيو"، التي ستعرف فيما بعد باسم الأم تريزا، هو كرم العائلة الشديد ومساعدتها ورعايتها للفقراء في مكان إقامتها. وهذا ما طبع حياتها كلها بطابعه.
في الثانية عشرة أدركت ان رسالتها هي مساعدة الفقراء والمحتاجين، فقررت ان تصير راهبة فدخلت إلى دير راهبات "أخوية لوريتو" بايرلندا حيث رسمت راهبة مبتدئة. وبعد عام أرسلت إلى دير تابع لتلك الرهبنة في مدينة داريلينغ بالقرب من كالكوتا في الهند.
في العام 1946، رأت رؤيا يدعوها فيها الربّ إلى خدمته بين الفقراء. وهذه الرؤيا غيّرت حياتها إلى الأبد. فأخذت الاذن بمغادرة الدير والذهاب الى الاحياء الفقيرة في كلكوتا. وأنشأت أول مدرسة لها. وجذبت اليها تلميذات كثيرات يتبعنها في رسالة خدمة الفقراء.
اخذت اذناً من السلطات وحولت جزءاً من معبد للهندوس الى منزل لرعاية المصابين بامراض غير قابلة للشفاء.... وهكذا كانت العناية الإلهية معها فتعدّدت المؤسسات التي أنشأتها. وأنشأت مأوى للأيتام. وازداد عدد الذين انضموا إليها.
فأنشأت مئات البيوت في الهند لمساعدة المفقراء والاهتمام بهم. منحها البابا بولس السادس الإذن بالتوسع والعمل في كافة أنحاء العالم. وهكذا راح عدد المنتسبات إليها يزداد وفروعها تشمل معظم دول العالم الفقيرة أو التي تشهد حروبا ونزاعات. ومن أعمالها المشهودة أنها استطاعت خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ان توقف إطلاق النار لمدة معينة إلى ان تمكن رجال الدفاع المدني من إنقاذ 37 طفلا مريضا كانوا محاصرين في إحد المستشفيات.
نالت العديد من الجوائز تقديرا لخدماتها الجليلة. وقد عرفت كيف تستغل سمعتها العالمية بذكاء من أجل جمع المال والمساعدات لخدمة القضية الإنسانية النبيلة التي جعلتها هدفا لها. عام 1962 منحتها الحكومة الهندية جائزة "باندما شري" لـ "خدماتها الإنسانية المميزة".
من مآثرها أنها لدى تسلمها جائزة نوبل للسلام طلبت إلغاء العشاء التقليدي الذي تقيمه لجنة جائزة نوبل للفائزين، وطلبت ان تعطى المبلغ لتنفقه على إطعام 400 طفل هندي فقير طوال عام كامل.
لقد توسعت الإرسالية الخيرية التي أنشأتها الأم تريزا، وباتت تضم 570 مركزا لخدمة المرضى والفقراء حول العالم إضافة إلى ما يزيد عن مئة ألف متطوع يعملون كلهم في مراكز تتولى العناية بمرضى الإيدز والبرص وسواها من الأمراض المعدية وغير القابلة للشفاء. إضافة إلى إطعام مئات الآلاف من الجائعين والعاجزين، ومراكز للرعاية الاجتماعية ومآوي الأيتام والمدارس.
ولكن صحة الأم تريزا بدأت تتدهور منذ عام 1985. في الخامس من شهر أيلول عام 1997 توفيت الام تريزا منهية بذلك كفاحها من أجل حياة إنسانية أفضل .
في 19 تشرين الأول 2003 أعلنها القديس البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية.
في 4 أيلول 2016 أعلنها البابا فرنسيس قديسة على مذابح الكنيسة المقدّسة.
08 أيلول
تذكار ميلاد سيدتنا مريم العذراء الكلية القداسة
لقد استجاب الله صلاة والديها الطاعنين في السن، يواكيم وحنّة العاقر، ورزقهما هذه الإبنة العجيبة المختارة منذ الأزل لتكون اماً للكلمة المتجسّد. وتعلِّم الكنيسة أنّ مريم حُبِلَ بها منزّهة عن وصمة الخطيئة الأصليّة فخرجت من يد الله تحفة الكون، لا عيب فيها، كما ناداها من وراء الأجيال نشيدُ الأناشيد: "كلّكِ جميلة، يا خليلتي، ولا عيبَ فيك".
بميلاد مريم العذراء شمل الفرح والبهجة السماوات والأرض. فهي نجمة الصبح طلعت عند بزوغ فجر النعمة، تبشر باشراق شمس العدل ونور العالم.
وما اكثر ما فاض به القديسون من المدائح والاوصاف في هذا العيد الذي هو اسعد الأعياد. قال القديس اندراوس الاورشليمي اسقف كريت في ميلادها: "انه عيد الابتداء، اذ به ابتدأ اتحاد الكلمة بالجسد. ثم العيد البتولي الذي أولَى الجميع ثقة وسروراً". والقديس يوحنا الدمشقي يهتف: "هلموا جميعكم ايها الشعوب من كل جنس، وكل لسان، وكل عمر، وكل رتبة، نحتفل بميلاد بهجة العالم بأسره".
واسم "مريم" معناه سيدة البحر او المرتفعة.
عيد ميلاد العذراء هذا قد انتشر في الكنيسة شرقاً وغرباً منذ القرن السابع. وقد عززه البابا زخيا السابع والبابا غريغوريوس الحادي عشر واوربانوس السادس في اواخر القرن الرابع عشر. فيجدر بنا نحن ابناءها ان نستشفعها ونحيّيها في هذا اليوم بالنشيد الطقسي المشهور:
"كلّكِ جميلة وما بكِ معاب، اختاركِ الله الآب، أُماً لابنه يسوع الوهاب. شفيعتنا لا تهملينا، وبجناحيك ظلليلنا، في يوم القضاء يا أُمَّ فادينا" . آمين.
14 أيلول
عيد ارتفاع الصليب
تحتفل الكنيسة المارونية في الرابع عشر من شهر ايلول بعيد ارتفاع الصليب المكرّم
كان كسرى ملك الفرس قد دخل اورشليم ظافراً وأسر الوف المسيحيين وفي مقدمتهم البطريرك زكريا، ونقلهم إلى بلاده، وأخذ ذخيرة عود الصليب الكريم غنيمة، وبقيت في حوزته اربع عشرة سنة.
ولما انتصر هرقل الملك على الفرس، كانت اهم شروطه اطلاق المسيحيين الأسرى وارجاع ذخيرة عود الصليب. وكان كسرى قد مات وملك مكانه ابنه سيراوس فقبل هذا بالشروط واطلق الأسرى سالمين مع البطريرك زكريا بعد أن قضوا في الأسر 14 سنة، وسلّم ذخيرة عود الصليب إلى هرقل الملك وكان ذلك سنة 628. فأتى بها هرقل إلى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها الى استقباله بالمصابيح وتراتيل النصر والإبتهاج.
وبعد مرور سنة جاء بها الامبراطور هرقل الى اورشليم ليركز عود الصليب في موضعه على جبل الجلجلة. فقام لملاقاته الشعب وعلى رأسهم البطريرك زكريا. فاستقبلوه بأبهى مظاهر الفرح والبهجة بالمشاعل والترانيم البيعيّة، وساروا حتى طريق الجلجلة. وهناك توقف الملك بغته بقوة خفية وما امكنه أن يخطو خطوة واحدة. فتقدم البطريرك وقال للملك: "ان السيد المسيح مشى هذه الطريق حاملاًً صليبه، مكللاً بالشوك، لابساً ثوب السخرية والهوان، وانتَ لابس اثوبك الارجوانية وعلى رأسك التاج المرصع بالجواهر، فعليك أن تشابه المسيح بتواضعه وفقره". فأصغى الملك إلى كلام البطريرك، وارتدى ثوباً حقيراً ومشى مكشوف الرأس، حافي القدمين، فوصل إلى الجلجلة، حيث ركز الصليب في الموضع الذي كان فيه قبلاً.
ثم نقيم تذكار ظهور الصليب للملك قسطنطين الكبير في الحرب ضد عدوه مكسنسيوس. وذلك انه لما قَرُبَ من رومة استعان بالمسيحيين واستغاث بالههم يسوع المسيح وإله والدته هيلانة لينصره على اعدائه. وبينما هو في المعركة ظهر له الصليب في الجو الصافي، محاطاً بهذه الكلمات بأحرف بارزة من النور: "بهذه العلامة تظفر" فاتكل على إله الصليب، فانتصر على مكسنسيوس، وآمن بالمسيح هو وجنوده. وجعل راية الصليب تخفق في راياته وبنوده. وبعث الكنيسة من ظلمة الدياميس، وأمر بهدم معابد الأصنام وشيد مكانها الكنائس، ومنذ ذلك الحين، اي منذ عام 330، عمّ الاحتفال بعيد الصليب الشرقَ والغرب. وقد امتاز لبنان بهذا الاحتفال منذ القديم، فانه، ليلة هذا العيد، يظهر شعلة من الانوار في جروده وسواحله. فالشكر للربّ يسوع الذي قال: "وانا اذا ارتفعت عن الارض، جذبت إليّ الجميع". آمين.
15 أيلول
القديس ساسين
كان هذا القديس اسقفاً على مدينة كوزيكس، قبض والي كوزيكس عليه فاعترف بإيمانه المسيحي بكل جرأة. فغضب الحاكم وأمره بأن يضحّي للأصنام فأبى وأخذ يبيّنُ فساد العبادة الوثنية وخرافاتها وأنّ الديانة المسيحيّة هي الديانة الحقة. فاستشاط الوالي غيظاً وأمر بعذابه فشدّوه إلى خيلٍ غير مروّضة، حتى تشهّم جسمه. ثم جلدوه جلداً قاسياً، وهو صابر ثابت في إيمانه. فألقوه في السجن مغلّلاً بقيود من حديد. ولمّا قام الملك قسطنطين الكبير ونصّر الكنيسة وحرّرها من الاضطهاد، أطلق سبيل الأسقف القديس وأرجعه إلى كرسيه. ولما ظهرت بدعة أريوس وانعقد المجمع النيقاوي الأول 325، أخذ ساسين يجادل الأريوسييّن ويفحمهم ببراهينه السديدة. ثم رجع إلى كرسيه يذيع تعليم المجمع النيقاوي.
كان غالايوس عدوّاً لقسطنطين وللمسيحيّين، فقبض على الأسقف ساسين وأنزل به اشدّ العذابات حتى انتهت حياته بقطع رأسه نحو سنة 328. صلاته معنا.
23 أيلول
القديس بيو (بادري بيو)
حياة القدّيس بيّو (1887-1968)
ولد القدّيس بيّو في بيترلشينا (بنفينتو) في 25 أيار سنة 1887 من اورازيو فورجونيه وجوزبّا دي نونزيو. كان اسمه في المعموديّة فرنسيس. دخل في الخامسة عشرة من عمره إلى دير الآباء الكبوشيين في موركونيه (بنفينتو) حيث لبس الثوب الرهباني في 22 كانون الثاني سنة 1903. سيم كاهناً في 10 آب 1910 في كاتدرائية بنفينتو. ولأسباب صحّية أرغم على المكوث بضع سنوات في قريته.
في شهر شباط سنة 1916، انتقل الى دير "القديسة حنّة" في فوجّا وفي 28 تموز صعد إلى دير مار يوحنا روتوندو حيث مكث هناك، ولم يبارحه الا لفترات قصيرة ونادرة. صباح نهار الجمعة في 20 أيلول 1918 وبينما كان يصلّي أمام المصلوب في خورس الكنيسة الصغيرة القديمة، حصل على نعمة سِمات سيدنا يسوع المسيح التي احتفظ بها طيلة خمسين سنة حتى وفاته في 23 أيلول 1968.
لقد مارس خدمته الكهنوتيّة بكل غيرة، فأسّس "جماعات الصلاة" ومستشفى "بيت التخفيف من الألم".
في 18 كانون الأول سنة 1997 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني الأب بيّو مكرّماًوفي 2 أيار 1999 طوباويّاً، وفي 16 حزيران 2002 أعلنه البابا ذاته "قديساً".
24 أيلول
القديسة تقلا
تحتفل الكنيسة بتذكار القديسة تقلا اولى الشهيدات في الرابع والعشرون من شهر ايلول. وُلدت نحوَ السنة العشرين، في مدينة ايقونية من والدين وثنيين وغنيين. كانت جميلة وذكيّة ومثقفة كثيراً. خُطِبت لشاب لا يقل عنها شرفاً وجاهاً. ولما مرّ بولس الرسول في مدينة ايقونية نحو السنة 45، سمعته تقلا فأعجبت بتعاليمه واستنار عقلها بنعمة الله. وبعد أن تفهّمت التعاليم الإنجيليّة اعتمدت ونذرت بتوليتها لله، وعكفت على الصلاة والتأمل. فسألتها والدتها عن هذا التبدّل في حياتها، فأجابتها: إنّه ثمن اصطباغها بماء العماد المقدّس وإيمانها بالمسيح الذي نذرت له بتوليتها. فثارت الأم وغضب خطيبها وأهلها وأخذوا يقنعونها بالكفر، فلم تسمع لهم. فشكتها أمّها إلى حاكم المدينة. فأخذ يتملّقها الحاكم فلم تعبأ بتهديداته. فأمر باضرام النار. فرَمَت تقلا ذاتها في النار مسرورة إلاّ أنّ الله حفظها، فنزل المطر وأطفأ النار وسلمت تقلا فتركت بيت أبيها ولحقت بالقديس بولس ورافقته في أسفاره حتى انطاكية حيث بقيت تبشّر بإنجيل المسيح. فعلم بها والي انطاكية فأمر بطرحها للوحوش عريانة. فستر الله عريها ولم تؤذها الوحوش ابداً. فأعادها الوالي إلى السجن. وفي اليوم التالي ربطوها إلى زوج من الثيران المخيفة فكادت تقلا تموت ألماً. فخلّصها الله بأن افلتَها الثوران. فحار الحاكم بأمرها، وألقاها في هوة عميقة مملوءة حيّات سامّة، فلم تؤذها. دُهِشَ الجميع وذهلَ الملك فطلبها وسألها كيف تنجو من هذه المخاطر؟ فأجابته: "أنا عبدة يسوع المسيح ابن الله الحيّ. هو وحده الطريق والحقّ والحياة وخلاص من يرجونه". فأطلقها الوالي أمام الجميع حرّة سالمة. فخرجت وأعلمت القديس بولس بكل ما جرى لها فمجّد الله معها. ثم أخذت تبشّر في مدينتها وفي القلمون ومعلولا وصيدنايا في سورية. ثم ماتت بعمر تسعين سنة ودُفِنت في سلوقية، وأضحى قبرها نبعَ نِعمٍ وبركات. صلاتها معنا. آمين.