top of page
أعياد القديسين
1
كانون الثاني - يناير 
بيزنطي

1 كانون الثاني غربي (14 كانون الثاني شرقي)‏

22853113_11_01.jpg

القديس باسيليوس الكبير

ولد القديس باسيليوس الكبير أواخر العام 329م أو أوائل 330م. العائلة التي احتضنته كانت مميزة بتراثها وسيرتها ومواهبها ومكانتها. عنوانها كان التقى والولاء للرب يسوع. ولها الحياة النسكية فخر واعتزاز. جده من جهة أمه شهيد للمسيح وجداه من جهة أبيه معترفان. صودرت ممتلكاتهما ولجأا إلى جبال سبسطيا الأربعين وكانت الأيائل تطعمها كما جاء على لسان القديس غريغوريوس اللاهوتي (الحديث 20). ورد ذكرهما كقديسين في بعض التقويمات في 14 كانون الثاني. أما قديسنا فأنشأته جدته مكرينا الكبرى على الفضيلة لما كان عندها في منزل ريفي في قيصرية الجديدة في البنطس. مكرينا الكبرى كانت أيضاً قديسة تتلمذت على يد القديس غريغوريوس الصانع العجائب (17 تشرين الثاني). وقد شهد هو نفسه لها، في غير مناسبة. أنه لم ينس طيلة حياته ما خلفته في نفسه مواعظ جدته ومثالها الطيب. كذلك كان والداه مميزين. والده باسيليوس الأكبر كان فذاً في علمه، لاسيما في البيان والخطابة، راقياً في روحه. القديس غريغوريوس اللاهوتي يصفه بـ "معلم الفضيلة في إقليم البنطس". كانت له أملاك واسعة في ثلاثة أقاليم في آسيا الصغرى، وسرى اعتقاد بين الناس أنه صانع عجائب. أمه أماليا كانت ورعة صالحة جميلة بين النساء. وقد أنجب الزوجان عشرة أولاد، خمسة ذكور وخمس إناث. يعيد لهما في بعض التقويمات في 30 أيار. خمسة من أولادهما صاروا قديسين. فبالإضافة إلى قديسنا المعيد له اليوم، عندنا نكراتيوس و غريغوريوس أسقف نيصص و بطرس أسقف سبسطيا و مكرينا المدعوة الحكيمة. ويفيد القديس غريغوريوس اللاهوتي أن بقية أفراد الأسرة لم ينقصوا عن إخوتهم في سلامة الطوية والسيرة النقية ولو اختاروا الحياة الزوجية.

11 كانون الثاني غربي (24 كانون الثاني شرقي)

القديس البار ثيودوسيوس رئيس الأديار

ولد ثيودوسيوس في قرية الكبّدوكية تدعى موغاريسوس لأبوين تقيّين. اسم أبيه كان بروهيريسوس واسم أمه أفلوغيا، ترهّبت، في كبرها، وصار ابنها ثيودوسيوس أباها الروحي.

نما ثيودوسيوس في النعمة والقامة وكان قوي البنية. قيل إنه منذ أن كان فتى لم يسمح لنفسه بأية متعة جسدية ولا سمح لنفسه بأن تميل إلى محبة الغنى والقنية والمال. امراً واحداً كان يملأ جوارحه: الرغبة في رؤية الأرض المقدسة. اعتاد أن يقرأ الكتاب المقدس باستمرار. قرأ في سفر التكوين أن الله دعا إبراهيم لأن يترك أهله وأصدقاءه وعشيرته وكل شيء له إذا كان يرغب حقاً في أن يرث البركة الأبدية. هذه الدعوة اقتبلها ثيودوسيوس كما لو كانت موجهّة إليه، سلوكاً في الطريق الضيّق المفضي إلى بركات الدهر الأتي. وحانت الساعة فخرج إلى أورشليم.

93782813_11_16.jpg

17 كانون الثاني شرقي وغربي القديس البار انطونيوس الكبيرابو الرهبان   

‏‏ولد القديس أنطونيوس في قرية صغيرة في صعيد مصر تدعى كوما قرابة العام 250م. كان أهله من أعيان البلد، ذوي ثروة يعتدّ بها، مسيحيّين فنشأ على التقوى. وكانت له أخت أصغر منه سنّاً. اعتاد ملازمة البيت إلا للضرورة أو للخروج إلى الكنيسة. ولمّا يشأ أن يحصّل العلم الدنيوي تجنّباً للخلطة بالناس. لكنه كان يصفي جيِّداً لما يُقرأ عليه ويحفظه في قلبه. سلك في بساطة وامتاز بكونه رضيّاً وعفّ عن الملذات.

‏لما توفّي والده تأمّل فيه وقال: تبارك الله! أليست هذه الجثّة كاملة ولم ‏يتغيّر منها شيء البتة سوى توقّف هذا النفس الضعيف؟! فأين هي همّتك وعزيمتك وسطوتك العظيمة وجمعك للمال؟! ثم أردف: إن كنت أنت قد خرجت بغير اختيارك فلا أعجبنّ من ذلك بل أعجب أنا من نفسي إن عملتُ مثل ما عملت أنت. وقد ذكر القدّيس أثناسيوس الكبير أنه ترك العالم بعد وفاة أبيه بستّة أشهر. فيما ذكرت مصادر أخرى أنه ترك والده بغير دفن وخرج يهيم على وجهه مخلّفاً وراءه ما كان له من مال وأراضٍ وخدم. لسان حاله كان: ها أنا أخرج من الدنيا بإرادتي كيلا يخرجوني مثل أبي رغماً عنّي. عمره، يومذاك، كان ثمانية عشر أو ربما عشرين ربيعاً.

34786013_11_16.jpg
95828613_11_16.jpg

12 كانون الثاني غربي (25 كانون الثاني شرقي)

القديسة الشهيدة تتيانا

عاشت القديسة تتيانا في زمن الإمبراطور الروماني ألكسندروس ساويروس (225-235‏م). كان والدها قنصلاً معروفاً في رومية، وقيل جُعل شماساً في الكنيسة هناك.

‏لم تُغوِ الرفعة تتيانا ولا مباهج الحياة الدنيا، فلقد أمضت طفوليتها في دياميس رومية حيث اعتاد المسيحيون أن يجتمعوا. وقد ورد أنها لما كبرت ‏صارت شمّاسة هي أيضاً. رغبة قلبها كانت أن تبذل نفسها لمسيحها حتى الموت، موت الشهادة.

‏وإذ كانت أمة الله مجدّة في الكرازة بالرب يسوع دون مهابة جرى القبض عليها وأوقفت في حضرة الإمبراطور. فبعدما كلّمها الإمبراطور بكلام ملق في محاولة لاستردادها إلى آلهته رافقها إلى هيكل الأوثان أملاً في أن يجعلها تضحّي لها هناك. أخذت تتيانا في الصلاة إلى ربّها وإذ بالأوثان تهوي أرضاً وتتحطّم. عظم الأمر لدى الإمبراطور وشعر بالمهانة فأمر بها جنده فنزعوا جلد وجهها. وإن ملائكة الله جاءت فأعانتها. وقد ذكر أن جلاّديها الثمانية عاينوا الملائكة في نور الله فاختشوا وامتنعوا عن إنزال العذابات بأمة الله معترفين بالمسيح نظيرها، فتقدم الجنود وفتكوا بهم فأحصوا في عداد الشهداء القديسين.

‏أما تتيانا فاستمر تعذيبها حيناً. حلقوا شعر رأسها ونزعوا ثدييها وألقوها في ألسنة اللهب ثم رموها للحيوانات، ولكن لمّا تقضي كل هذه التدابير عليها وبدت الحيوانات المفترسة بإزائها هادئة مسالمة. مع ذلك أمعن الجلاّدون في تحطيم عظامها وتقطيع أوصالها. رغم كل شيء بقيت تتيانا ثابتة راسخة في الإيمان لا تتزعزع. أخيراً عيل صبر الإمبراطور وبدا له كأن محاولاته باءت بالفشل ولم يتمكّن من استعادة الفتاة إلى ما كان يرغب فيه. فإنقاذاً لكرامته الجريح، أمر بقطع رأسها، فتم له ذلك وانضمّت تتيانا إلى موكب الشهداء المعظّمين.

bottom of page