أعياد القديسين
1
كانون الثاني - يناير
ماروني
15 يناير
تذكار القديس يوحنا الكوخي
وُلد يوحنا الملقب بالكوخي في مدينة القسطنطينية، أبوه افتروبيوس من عظماء قواد الجيش وأمّه تاودورا من أكرم النساء الشريفات. تربّى في الترف إنّما كان ميّالاً إلى حُب الفضيلة ومداومة التردّد الى الكنيسة. إبتاع له أبوه إنجيلاً موشّى بالذهب والجواهر الكريمة، إتّخذه يوحنا سميره الوحيد. ترك البيت وترهبّ ثم تنسّكَ. أمّا أبواه فحزنا جداً لفراقه وبذلا الجهد في التفتيش عنه طويلاً فلم يجداه. ألهمه الروح بأن يغادر منسكته فعاد وبنى كوخًا على باب قصر والديه، فكان مثالا في التخلي والتواضع. عاش ثلاث سنوات في كوخه اشتهر بمطالعته الدائمة للإنجيل. رقد بالربّ سنة 470. صلاته معنا.
15 يناير
سيدة الزروع
قد عيّن آباؤنا منذ القديم، في هذا اليوم، عيداً خاصاً لسيدتنا مريم العذراء، طلباً لبركتها على سنابل الزروع وثمار الاشجار، لتقيها الضربات وترفع عنها الآفات. فعملا بما رسموه، نلجأ نحن اليوم الى امنا الحنون الكلية قداستها، متوسلين ان تستعطف ابنها الحبيب سيدنا يسوع المسيح ليبارك مزروعاتنا ويخصبها ويقيها كل اذى.
آمين.
17 يناير
القديس انطونيوس الكبير
وُلد أنطونيوس سنة 251 مسيحية، في مدينة كومان في مصر العليا القريبة من الصعيد، من والدين مسيحيين تقيين من أشراف البلد وأغنيائها. قبطي الحسب والنسب.
لم يتعلّم انطونيوس لا القراءة ولا الكتابة. ولكنّ الله قد حباه بذكاء طبيعيّ؛ بنوع أنه كان يحفظ عن ظهر القلب كل ما كان يتلى عليه من نصوص الكتب المقدّسة وحياة الآباء القديسين وأخبار النساك.
وبينما كان يوماًَ في الكنيسة لحضور القداس الألهي والأشتراك فيه، سمع يسوع يقول في الإنجيل لذلك الشاب الغني: "إذا شئت أن تكون كاملاً، فاذهب وبع ما تملكه وأعطه للمساكين، فيكون لك كنز في السماء وتعال فاتبعني"... فأثر فيه هذا الكلام وأخذ يتأمله ملياً كأنه موجه اليه خصوصاً. فحركت نعمة الله قلبه وعلّل النفس بترك العالم والإقتداء بالمسيح الفقير وبمن سبقوه الى البريّة.
في هذه الفترة المقلقة والمصيرية من حياته توفى الله والديه.
فعزم نهائياً على ترك العالم الزائل وله من العمر ثمانية عشر سنة. مخلفاً وراءه أختاً وحيدة وثروة طائلة. فأعطى أخته حصتها من الميراث الوالدي وفرّق كل ما تبقّى له على المساكين وعلى بيوت الإحسان، كما قال السيد المسيح في الإنجيل، وذهب الى الفقر لا يملك شيئاً من حطام الدنيا، متكلاً على العناية الألهية وحدها. وذهب الى البريّة. وكان عالماً بوجود النساك هناك، فراح يفكر بأب روحي خبير في أمور الروح ومرشد عالم بتدريب النفوس.
28 يناير
القديس افرام السرياني
وُلِدَ أفرام في مدينة نصيبين ما بين النهرين من والدين مسيحييّن. أولع، منذ حداثته بمطالعة الكتاب المقدس ومنه اقتبس روحاً شعريّة وثابة ظهرت في كل ما كتبه من نثر وشعر.
تتلمذ للقديس يعقوب اسقف نصيبين ولما اراد أن يرسمه كاهنا، اعتذر لتواضعه، واكتفى بأن يبقى شماساً إنجيلياً. ثم أقيمَ استاذاً لمدرسة نصيبين الشهيرة، فانكبَّ على التدريس والتأليف حتى بلغت تلك المدرسة اوج الازدهار وكان تلاميذها من مشاهير العلماء السريان.
وبقي في وطنه نصيبين الى ان نقل مدرسته منها سنة 369 الى الرّها حيث واصل جهاده في التدريس والتأليف.
ولما أرادوا أن يقيموه اسقفاً ارتاع لهذا الخبر، وأخذَ يتظاهر بالجنون، فتركوه وشأنه، وهو لم يزل يذكر ما حدث له في شبابه، يوم طارد بقرة لرجل فقير، فوقعت في حفرة وماتت لذلك كان يبكي خطيئته هذه نادماً، حتى إذا مرَّ فكرٌ عجيب بخاطره، خاطب نفسه قائلاً: "البقرة، يا أفرام، البقرة!..."
وكان بمزاجه السوداوي سريع السخط والعضب. لكنه اصبح كالحمل بممارسة الوداعة والتواضع اللذين تفوّقَ بهما.
وقد امتاز بمحبّته للقريب ولا سيما بشفقته على الفقير والمحتاج. ثم أن هذا القديس الملقب بكنارة الروح القدس، قد تفرّدَ، بين علماء الكنيسة، بسموّ عواطفه ورقّة شاعريته، يتغنّى بالأسرار الإلهية وبالدفاع عن الإيمان الحقيقي، وبوصف مريم العذراء المجيدة.
وما زالت كنيستنا السريانية تترنّم بأناشيده البديعة وتدخلها في فروضها الدينية.
اما وصيته لتلاميذه، عند دنوّ أجله، فكانت تحريضاً على التواضع والمحبة، وأن لا يقولوا فيه مديحاً بعد موته ولا يقدّموا لجسده كرامة بل يدفنوه في مقبرة الغرباء، مكفناً بتوبه الرهباني البالي. وأن يجمعوا الدراهم التي تبذل في حفلة دفنه ويوزعوها على الفقراء.
وبعد أن ودّعهم، رقد بالربّ سنة 373.
31 يناير
عيد القديس دون يوحنا بوسكو
ولد سنة 1815، وشهد في سنوات حياته الثلاث والسبعين تقريبا حركات ثورية وحروب وهجرة سكان الأرياف نحو المدن. وتعرّض الفقراء إلى الاستغلال وكثُرَت البطالة، وخاصة عند الشباب. من هنا شعرَ بدعوة الربّ له. جمع الشباب واهتمّ بتعريفهم على الربّ، وبِعِلمهم وثقافتِهم سلّحهُم بقدرات مهنية وتقنية. دَعَمهم وكان مثالاً لهم بالعمل والخدمة. أعلنه قداسة البابا الخالد الذكر بيوس الحادي عشر في عيد الفصح سنة 1934 قديسا.
لُقِّب القديس يوحنا بوسكو بأمير التربية عندما أُعلِنَ قديسا تقديرا لجهوده البناءة في هذا المجال، وإعجابا بأسلوبه التربوي المبني على (العقل والدين والمودّة).
وتشهد على ذلك المدارس الفنية والمهنية والمحترفات التي يديرها بكفاية الأخوة المساعدون السالزيان. كان دائما يردّد أنّ التربية هي عمل القلب وأنه يجب إدخال الله إلى قلوب الشبيبة ليس فقط من باب الكنيسة بل من باب المدرسة والمصنع أيضاً. توفي في تورينو في 31 كانون الثاني 1888